يوتوبيا في إصطلاح الفلاسفة هي المدينة الفاضلة ولكل فيلسوف يوتوبيا الخاصة به التي يسرد فيها موازناته بين القيم الإنسانية الفاضلة من عدالة وحرية ومساواة وبين قوى الشر الكامنة في نفس كل إنسان معالجا في مخيلته كثير من إشكالات الواقع المؤسف وهي في معظم الأحيان مدينة خيالية وحالة مثالية يصعب الوصول إليها في الواقع؛ غير أن يوتوبيا العبقري أحمد خالد توفيق جاءت على خلاف كل من سبقوه فمع احتفاظها بقدر واسع من الخيال إلا أنها أقرب ما تكون للواقع في أسوء صوره إذا استمرت قيم المجتمع في هذا الوضع من التدني وكأنه أراد أن أن يقول لنا: (يا سادة لم يعد ثم مكان للفضيلة ولا حتى في مخيلة الفلاسفة). والرواية تعد من أهم الأعمال الأدبية التي تنبأت بحدوث الربيع العربي الذي استحال خريفاً كما توقع هو أيضا في روايته لله دره من عبقري حقاً. وهي تسرد صراعا بين مجتمعين أحدهما هو يوتوبيا وتقع في الساحل الشمالي لمصر وهي مدينة المجتمع فاحش الثراء فاحش الفساد، ومدينة الأغيار (شبرا) التي تمثل مجتمع مدقع الفقر بلغ من الجهل والمرض غايته.
