موسوعة "التاريخ الإسلامى" للمؤرخ السورى الكبير "محمود شاكر" يسجل تاريخ الأمة الإسلامية ، ويحرص على على تنقيته من التشويهات والتحريفات التى كتبتها الأيدى المنحرفة فى الماضى ، وأقلام المستعمرين وأنصارهم فى الحاضر ، حتى غدا شبيهاً بتاريخ أوروبا فى العصر الحديث..
إن التاريخ الإسلامى ملئ بالمعانى والقيم الإنسانية التى يجب أن تتوفر للنهضة حتى تسمى حضارة ، نأخذ منه القدوة الإسلامية الصحيحة التى يجب أن نرسخها فى نفوس الأجيال ، ونعلمهم إياها باستمرار لينشئوا على مفهوم الحضارة الصحيح ، وما قدمته أمتنا فى هذا المجال ، وما هى القيم التى تحملها الحضارة؟ ويجب ألا ننقل إلى تلك النفوس بعض مظاهر العلم أو البناء ونطلق عليه اسم حضارة ، كما هو بالمفهوم الأوروبى ، فتضيع الحضارة بين بعض مظاهرها الضعيفة ويتيه النشء بين الاصطلاحات ومداخل التعاريف..
والتاريخ الإسلامى يمكن أن نقسمه إلى ثلاثة أقسام حسب مثلنا وقيمنا وعقيدتنا ومفاهيمنا ، وهى:
- تاريخ ما قبل الإسلام: وقد استمرمدة طويلة كانت جاهلية بأكثر معالمها باستثناء جماعات عاشوا مع أنبيائهم ، وساروا على نهجهم واتبعوهم..
- التاريخ الإسلامى: ويشمل حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين من بعده ، وقد سار الخلفاء على النهج الذى رسمه الرسول الكريم ، لم يحيدوا عنه قيد أنملة ، وبعد ذلك بدأت زاوية الانحراف تظهر منذ انتهاء العهد الراشدى..
- التاريخ الحديث: وهو مرحلة الجاهلية الثانية حيث انحرف الحكام عن النهج الإسلامى ، وبدأت الحكومات تتخبط فى الفوضى والجهل وتسير بالتبعية ، وقد حكم فى هذه المدة المماليك والعثمانيون ومن جاء بعدهم ، وإن ظهر أحد منهم بالصلاح والعمل لمصلحة الرعية إلا أنها كانت أياماً قليلة ثم لا تلبث الجاهلية أن تتحكم بالأمر.
#المؤلف: محمود شاكر سعيد.
# قصص الأنبياء- ما قبل البعثة - السيرة النبوية.