عندما ينتهكوا جسدك بالعذاب حتى تتمنى الموت عندما يأتى بصيص من الضوء داخل
الزنزانة فترى ماضيك الذى انتهى وحاضرك المؤلم ومستقبلك المعتم ولكن للأسف
حتى ذلك البصيص من الضوء لم يدخل معتقل تزمامارت فانه مقبرة الاحياء.
رواية كابوسية أليمة حد الموت إنها الجحيم بعينه..أكثر ما يؤذيك فيها معرفة
أنها حقيقية..أنها شهادة إنسان مثلي و مثلك اعتُقل لأنه عارض نظامه
الحاكم..
تبدأ القصة بانقلاب فاشل على الملك الحسن الثاني في قصره الصيفي بالصخيرات غرر القادة بجنودهم وأخبروهم أنهم يحبطون انقلابا على الملك بينما كان ما يحصل هو العكس.. وعندما تفشل المحاولة يتم إعدام قادة الانقلاب -وهى النهاية الأرحم- بينما يُترك الجنود ليتعفنوا فى حفرة الجحيم تلك المُسماه "تزمامارت".
في تلك القبور لم تكن هناك سماء أو شمس.. فقط يرونها عند موت أحد رفقائهم فيخرجون لدفنه في قبور محفورة بعددهم سلفاً. فما عادوا يعرفون أيحزنون على صديقهم أم سيفرحون لأنهم حتما سيرون السماء.
فُرِّقوا في عنبرين ل 18 عاما لم بروا زملائهم في العنبر المجاور ولكن ما إن تحين لحظة الإفراج ويرون بعضهم فينكرون هيئة بعضهم البعض وكل يرى في الآخر بقايا إنسان، ولكن أصعب لحظات الروايةهي حين ينظر راوي القصة في المرآة فيخيل إليه أنها تهيآت أو محض أشباح تحاكيه وتقلد حركاته فحسب ولكنه لا يلبث إلا أن يذعن للبداهة المكدرة إن ذلك الوجه المثلم المخطط بالتجاعيد والغموض، المذعور المرعب، هو وجهه!
ورغم كل هذا لم يفقدوا إيمانهم بالله، وبقيَت ألسنهم رطبى بالقرآن والحديثِ الحسن، إرتقوا فوق عذاباتهم الجسمية، إرتقوا فوق الجوع، فوقَ التقتير، فوق الضيق، فوق العتمة، فوقَ العقارِب والصراصير، وفوقَ سخرية السجّان. وفي النهايَة، يتواطأ السجّان مع سجينه، ويبدأ نموّ أمل الحرية، بعدَ أن قتلوه.
تبدأ القصة بانقلاب فاشل على الملك الحسن الثاني في قصره الصيفي بالصخيرات غرر القادة بجنودهم وأخبروهم أنهم يحبطون انقلابا على الملك بينما كان ما يحصل هو العكس.. وعندما تفشل المحاولة يتم إعدام قادة الانقلاب -وهى النهاية الأرحم- بينما يُترك الجنود ليتعفنوا فى حفرة الجحيم تلك المُسماه "تزمامارت".
في تلك القبور لم تكن هناك سماء أو شمس.. فقط يرونها عند موت أحد رفقائهم فيخرجون لدفنه في قبور محفورة بعددهم سلفاً. فما عادوا يعرفون أيحزنون على صديقهم أم سيفرحون لأنهم حتما سيرون السماء.
فُرِّقوا في عنبرين ل 18 عاما لم بروا زملائهم في العنبر المجاور ولكن ما إن تحين لحظة الإفراج ويرون بعضهم فينكرون هيئة بعضهم البعض وكل يرى في الآخر بقايا إنسان، ولكن أصعب لحظات الروايةهي حين ينظر راوي القصة في المرآة فيخيل إليه أنها تهيآت أو محض أشباح تحاكيه وتقلد حركاته فحسب ولكنه لا يلبث إلا أن يذعن للبداهة المكدرة إن ذلك الوجه المثلم المخطط بالتجاعيد والغموض، المذعور المرعب، هو وجهه!
ورغم كل هذا لم يفقدوا إيمانهم بالله، وبقيَت ألسنهم رطبى بالقرآن والحديثِ الحسن، إرتقوا فوق عذاباتهم الجسمية، إرتقوا فوق الجوع، فوقَ التقتير، فوق الضيق، فوق العتمة، فوقَ العقارِب والصراصير، وفوقَ سخرية السجّان. وفي النهايَة، يتواطأ السجّان مع سجينه، ويبدأ نموّ أمل الحرية، بعدَ أن قتلوه.
# من أدب السجون.
# تازمامارت.
#المؤلف: الطاهر بن جلون.