مثل كل المصطلحات السياسية، فإن لمصطلح (الدول المارقة) استخدامين، استخدام دعائي، يطبق على الأعداء المضيفين، واستخدام موضوعي آخر ينطبق على الدول التي لا تعتبر نفسها ملزمة بالمعايير الدولية، ويوحي منطق الأحداث بأن معظم الدول العظمى، تنزع للانضواء داخل التصنيف الأخير ما لم تكن مقيدة داخلياً، وأنه لتوقع يعززه التاريخ. يلعب مفهوم (الدول المارقة) اليوم دوراً بارزاً في عمليتي التخطيط والتحليل السياسيين وأكدت أزمة العراق في نيسان عام 1998، إحدى أهم الأمثلة الحديثة عليه إثر إعلان كل من واشنطن ولندن بأن العراق (دولة مارقة) وتشكل تهديداً لجيرانها وللعالم وإنها دولة خارجة عن القانون، ولذلك يجب أن يحتوي هذا النظام من قبل أوصياء النظام العالمي الجديد، الولايات المتحدة الأمريكية وشريكها الأصغر بريطانيا التي تبنت مصطلح (الدول المارقة). واستخدمته وزارة الخارجية البريطانية منذ منتصف قرن.
#المؤلف: نعوم تشومسكي.