القضية الأرمنية في الدولة العثمانية 1878 - 1923 - محمد رفعت الإمام
الناشر: - القاهرة
الطبعة: 2002
194 صفحة
الحجم: 3.31 MB
عرض الباحث أحمد التهامي:
تمثل قضية الإبادة العرقية إحدى القضايا المثيرة للجدل والاختلاف بل والصراع فى السياسية الدولية المعاصرة ومن أبرز أمثلة تلك القضية الإبادة العرقية للأرمن فهى تأتى على رأس القضايا التى تؤرق الدبلوماسية التركية، إذ تتأزم العلاقات التركية مع أية دولة أو منظمة تعترف بهذا الملف، أو حتى تشير إليه، كما أن الإدارة الأرمنية وأرمن المهجر يعترضون بشدة، ويقاومون أية محاولة رسمية أو غير رسمية من شأنها ليس إنكار وقوع إبادة عرقية للأرمن، بل حتى التقليل منها أو التهوين بها، ولعل أبلغ مثال على ذلك رد فعل الخارجية الأرمنية والمهجر الأرمنى على السفيرة الإسرائيلية ريفيكا كوهين لدى أروينيا التى أعلنت أن ما حدث للأرمن فى الدولة العثمانية ليس إبادة تقارن بالهولوكوست اليهودى، ولكنها مأساة هنا، تكمن أهمية الدراسة التى أعدها د محمد رفعت الإمام وفيها رصد الجذور التاريخية للقضية الأرمنية فى الدولة العثمانية فى محاولة منه لتوضيح حقائق وجوانب هذه القضية التى يكتنفها الغموض وقد حدد فترة الدراسة بين عامى (1878 1923) لأن سنة البدء تمثل المرحلة التى تبلورت فيها القضية الأرمنية من صفتها المحلية إلى طبيعتها الدولية وسنة الختام هى انتهاء القضية بموجب معاهدة لوزارن وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول وخاتمة يبدأ الفصل الأول بعرض لموقع أرمينيا الاستراتيجى المتحكم فى مفترق الطرق التجارية والعسكرية الأمر الذى أدى إلى محاولة كلا من الشيعة الصفويين والدولة العثمانية السيطرة عليه وتقسيم أرمينيا إلى شرقية روسية وغربية عثمانية ويتناول الكاتب كيفية تنظيم الأرمن فى الدول العثمانية وإدراك العثمانيين لذكائهم ومهاراتهم ونقل الكثير منهم إلى الآستانة وانخراطهم فى الهيكل الوظيفى للدولة ويوضح بعد ذلك العوامل التى مهدت لظهورهم على الساحة السياسية ورغم كل ما سبق لم يطالب الأرمن بحكم ذاتى بسبب تجمعاتهم الصغيرة وانفصال زعمائهم عن واقع حياة الأرمن فى الولايات إلى جانب سلبية الموقف الأوروبى تجاه قضيتهم ويلقى الكاتب الضوء على تمرد إقليم زيتون الجبلى الذى شهد ميلاد أولى الحركات الانفصالية عن الدولة العثمانية وإصدار عبد الحميد الثانى دستورا ليبراليا يسوى بين المسيحيين والمسلمين بعدها أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية واندلع القتال على جبهتين أرمينيا الغربية وأوروبا الشرقية ورحب الأرمن الغربيون بالجيش الروسى متطلعين إلى حياة أفضل ولكن إيقاف إطلاق النار أدى إلى دعوة زعماء الأرمن لروسيا لتبنى مستقبل أرمينيا فى محادثات السلام وتضمنت معاهدة سان استيفانو 1878 لبعض الإصلاحات وضمان سلامة الأرمن من الاعتداءات الأكراد ويظهر الكاتب تخوف بريطانيا من هذه المعاهدة ثم انعقاد مؤتمر برلين 1878 التى اتخذت فيه القضية شكلا دوليا وتحول الوجهة الأوروبية بعيدا عن القضية الأرمينية ومن ثم فتطور الحركة الأرمينية من فكرة إلى جمعيات ثورية سرية، شملت أنشطتها أقاليم الدولة العثمانية وتأسس حزب الارميناجان الذى نظم جماعات مسلحة وحزب الهنشاك وحزب الطاشنق ويتناول الكاتب أهم الأهداف والبرامج التى حددتها هذه الأحزاب وأهم ما قامت به من أعمال ضد الدولة العثمانية وكيفية مواجهة الدولة العثمانية لهذه التهديدات وكان ذلك على مستويين ديموجرافى وسياسى ومع تزايد الضرائب الفادحة على مدينة ساسون تم إعلان العصيان ودام صمودها لمدة شهر وجاء استسلام أهلها بعد وعود بالعفو العام ولكن بدلا من العفو تعرضوا لمذابح بشعة ليس فى ساسون وحدها بل فى جميع الولايات الأرمينية مما أدى إلى مقتل 100ألف وتشريد نصف مليون آخرين إلى جانب قتل الحكومة لزعماء الارميناجان والهنشاك ومع توالى مظاهر الاعتراض توالت أيضا حركة الإبادة أما بالقتل المباشر أو الجوع والتشريد والقتل والمرض ويوضح الكابت أسباب فشل الثورة الأرمينية ومن تلك الأسباب ابتعاد الرأسماليين الأمن عن الأحزاب انتهاجا لسياسة الإرهاب والعنف وتبنى إيديولوجية اشتراكية وعدم توحيد الحركة الأرمينية القومية إلى جانب سياسة القمع الشديدة التى مورست ضدهم وسلبية الدور الأوروبى اتجاه الأرمن وتمسك العثمانيين بالولايات الغربية بعد فقدهم للبلقان وفى بداية الفصل الثانى يعرض المؤلف لكيفية سيطرة الاتحاديين على الدولة العثمانية وسياستهم فى التعامل مع الأقليات باعتبارهم متساوين بغض النظر عن الديانة والسماح لهم بالتمثيل السياسى فى البرلمان ومع اندلاع الحرب فى البلقان تم تجنيد المرن فى جيوش الدولة العثمانية وبعد خسارة الحرب سعى الاتحاديون إلى تجميد الأمة التركية وأصبح (الاتحاد والإخاء) شعار لتزيين الخطب الرسمية وجاءت الدعوة لتكوين بورجوازية قومية تركية، لمواجهة التغلغل الأوروبى مما أدى إلى صدام مع الأرمن خاصة مع تطلع الأرمن إلى المساعدات الخارجية وتجديد الدور السياسى الأرمنى والاتصال بروسيا والدول الكبرى وانزعاج الأتراك لتدخل الدول الأوروبية فى الشئون الداخلية وجاء اندلاع الحرب العالمية ليطيح بآمال الأرمن فى الإصلاح ويشرح المؤلف أسباب هزيمة الجيش العثمانى وجعلهم من الأرمن كبش فداء لهزيمتهم واتهموهم بالخيانة العظمى ويعرض الكاتب للمذابح البشعة التى ارتكبها الاتحاديون دون رحمة أو شفقة واعتقال الشعراء والصحفيين الأرمن وإعدام قادة الهنشاك ومن القتل والتشريد إلى الموت فى الصحارى والحروق فى الكهوف نجا حوالى 600 ألف من أصل 2100000 نسمة وبعد قيام الثورة البلشفية فى روسيا وتراجعها عن احتلال أرمينيا الغربية مع تهدهم للأرمن بحق تقرير المصير، وتلاشى هذه الوعود مع معاهدة (بريست ليتوفيسك) والتى بمقتضاها سلمت أرمينيا الغربية إلى الدولة العثمانية ويعرض المؤلف لكيفية واد الألمان والعثمانيين لدولة ما وراء القوقاز ومحاولتهم لتفسيخ عرى قوميات ما وراء القوقاز وتصدى الأرمن الشرقيين لهم رافعين شعار (لن يمر العدو) فكانت معاهدة باطوم 1918 التى أعطت لأرمينيا 10 آلاف كيلة متر لإنشاء دولة أرمينيا مع بعض الشروط المجحفة وأسباب فشل قيام دولة أرمينية لطبيعة الأرض الوعرة وقلة الثروات الطبيعية وتفشى الأمراض والأوبئة وينتقل بنا المؤلف ليعرض علينا مذبحة جديدة ارتكبها الأتراك فى باكو بعد دخولها ولكن هزيمة الأتراك سقوط دمشق وحلب وحمص وبيروت وهزيمة الجيش البلغارى أدى إلى محاولة الأتراك وقف القتال وكان ذلك بموجب هدنة موردوس وانسحب العثمانيين من أذربيجان وباكو وكانت هذه نهاية الاتحاديين بعد موت مئات الآلاف من الجنود ومذابح الأرمن المدنيين وحل محلهم ائتلاف الأحرار ويتابع الفصل الثالث الكماليون والأرمن 1919 1923 تكريس الكمالييين للذاتية التركية وأثرها على كيانة الشعب الأرمنى فمع تفاؤل الأرمن ببقاء جمهوريتهم وتحسن أوضاعهم وقرار المثقفين وبعض الماليين الذهاب لبريفان لتقديم خدماتهم إلى الجمهورية، ولكن مع دخول الشتاء ترددت الأوضاع حيث عانت أرمينيا شتاء قارسا عام 1919 راح ضحيته 200 ألف نتيجة البرد والمجاعة والأوبئة إلى جانب الاختلافات الحزبية والمشاكل الخارجية الخاصة بحدود الدولة الأرمينية مع جورجيا ومع أذربيجان وهى الأكثر تعقيدا خاصة مع وقوف بريطانيا إلى جانب أذربيجان لكى تحصل على النقط وانتظر الأرمن مفاوضات السلام وقدموا مذكرة للدول المنتصرة من أهم بنودها الاعتراف بالدولة الأرمينية وتأمين كيانها، والتعويض عن الأضرار التى لحقت بالأرمن وإجلاء القوات العثمانية عن أراضيها ووضع أرمينيا تحت انتداب دولة قوية ويشرح الكاتب أسباب رفض الدول المنتصرة الانتداب على أرمينيا ورفض الكونجرس الأمريكى للانتداب لتبتعد عن مشاكل القوقاز التى لا تنتهى ويتابع بداية ظهور الكماليين ووقوفهم فى وجه دول الوفاق والسلطان العثمانى فى نفس الوقت الذى اعترفت فيه أمريكا بالدولة الأرمينية مما أثار غضب الكماليين الذى كان أهم أهدافهم وطن قومى لا يتجزأ فبدأو بإثبات جدية نواياهم وذلك بشن هجمات منظمة على قيليقيه ومدن الأرمن وقراهم تحت سمع وبصر فرنسا دون أن تحرك فرنسا ساكنا أمام قتل الأرمن وتشريدهم وفى سان ريمو بإيطاليا وافقت دول الوفاق على أن يعطوهم بعض المدن مع منفذ على البحر الأسود وأيقن الوفاق أن هذا الاتفاق يعد ميتا لعدم وجود دولة تتعهد بتأمين كيان أرمينيا وحدودها، ثم كان رفض الكماليين لمعاهدة سيفر (10 أغسطس 1920) ودخلوا فى حرب على جبهيتين الأرمن واليونان ومساعدة الروس لهم بعد معاهدة الصداقة بينهما وسحق الجيش التركى للدولة الأرمينية وهم على يقين من مساعدة البلاشفة وسلبية أوروبا وحياد أمريكا وسيطر الكماليون على المنطقة بأسرها مما أدى إلى خلاف البلاشفة من تعرض مصالحهم فى القوقاز للخطر وحاولوا التدخل لصالح بريفان ولكن بريفان رفضت الوساطة الروسية وتفاوضت مع أنقرة ثم عادت المصالح الروسية الكمالية لتلتقى مرة أخرى وعقد اتفاقية صداقة أخرى أنهت دولة أرمينيا بعد حوالى ألف يوم من تأسيسها وفى عام 1921، تلاشت صورة أرمينيا حرة مستقلة، ثم كانت معاهدة الصلح مع فرنسا تعهدت فيها برد كل أراضى للكماليين ودخول قوات الكماليين إلى أزمير فكانت مذبحة للأرمن وأخيرا انضمت جورجيا وأذربيجان ومعهم أرمينيا الاشتراكية إلى الاتحاد السوفيتى وبانعقاد مؤتمر لوزان ورفض تركيا أى مشاركة من أى جانب أرمنى ولو حتى بالسماع دون المشاركة الفعلية تخلصت تركيا من أكبر أقلية غير تركية وترسخت أسس الجمهورية التركية فى 29 أكتوبر 1923، وكأن لم يكن هناك أثر للوجود الأرمنى فى تركيا.
الناشر: - القاهرة
الطبعة: 2002
194 صفحة
الحجم: 3.31 MB
عرض الباحث أحمد التهامي:
تمثل قضية الإبادة العرقية إحدى القضايا المثيرة للجدل والاختلاف بل والصراع فى السياسية الدولية المعاصرة ومن أبرز أمثلة تلك القضية الإبادة العرقية للأرمن فهى تأتى على رأس القضايا التى تؤرق الدبلوماسية التركية، إذ تتأزم العلاقات التركية مع أية دولة أو منظمة تعترف بهذا الملف، أو حتى تشير إليه، كما أن الإدارة الأرمنية وأرمن المهجر يعترضون بشدة، ويقاومون أية محاولة رسمية أو غير رسمية من شأنها ليس إنكار وقوع إبادة عرقية للأرمن، بل حتى التقليل منها أو التهوين بها، ولعل أبلغ مثال على ذلك رد فعل الخارجية الأرمنية والمهجر الأرمنى على السفيرة الإسرائيلية ريفيكا كوهين لدى أروينيا التى أعلنت أن ما حدث للأرمن فى الدولة العثمانية ليس إبادة تقارن بالهولوكوست اليهودى، ولكنها مأساة هنا، تكمن أهمية الدراسة التى أعدها د محمد رفعت الإمام وفيها رصد الجذور التاريخية للقضية الأرمنية فى الدولة العثمانية فى محاولة منه لتوضيح حقائق وجوانب هذه القضية التى يكتنفها الغموض وقد حدد فترة الدراسة بين عامى (1878 1923) لأن سنة البدء تمثل المرحلة التى تبلورت فيها القضية الأرمنية من صفتها المحلية إلى طبيعتها الدولية وسنة الختام هى انتهاء القضية بموجب معاهدة لوزارن وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول وخاتمة يبدأ الفصل الأول بعرض لموقع أرمينيا الاستراتيجى المتحكم فى مفترق الطرق التجارية والعسكرية الأمر الذى أدى إلى محاولة كلا من الشيعة الصفويين والدولة العثمانية السيطرة عليه وتقسيم أرمينيا إلى شرقية روسية وغربية عثمانية ويتناول الكاتب كيفية تنظيم الأرمن فى الدول العثمانية وإدراك العثمانيين لذكائهم ومهاراتهم ونقل الكثير منهم إلى الآستانة وانخراطهم فى الهيكل الوظيفى للدولة ويوضح بعد ذلك العوامل التى مهدت لظهورهم على الساحة السياسية ورغم كل ما سبق لم يطالب الأرمن بحكم ذاتى بسبب تجمعاتهم الصغيرة وانفصال زعمائهم عن واقع حياة الأرمن فى الولايات إلى جانب سلبية الموقف الأوروبى تجاه قضيتهم ويلقى الكاتب الضوء على تمرد إقليم زيتون الجبلى الذى شهد ميلاد أولى الحركات الانفصالية عن الدولة العثمانية وإصدار عبد الحميد الثانى دستورا ليبراليا يسوى بين المسيحيين والمسلمين بعدها أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية واندلع القتال على جبهتين أرمينيا الغربية وأوروبا الشرقية ورحب الأرمن الغربيون بالجيش الروسى متطلعين إلى حياة أفضل ولكن إيقاف إطلاق النار أدى إلى دعوة زعماء الأرمن لروسيا لتبنى مستقبل أرمينيا فى محادثات السلام وتضمنت معاهدة سان استيفانو 1878 لبعض الإصلاحات وضمان سلامة الأرمن من الاعتداءات الأكراد ويظهر الكاتب تخوف بريطانيا من هذه المعاهدة ثم انعقاد مؤتمر برلين 1878 التى اتخذت فيه القضية شكلا دوليا وتحول الوجهة الأوروبية بعيدا عن القضية الأرمينية ومن ثم فتطور الحركة الأرمينية من فكرة إلى جمعيات ثورية سرية، شملت أنشطتها أقاليم الدولة العثمانية وتأسس حزب الارميناجان الذى نظم جماعات مسلحة وحزب الهنشاك وحزب الطاشنق ويتناول الكاتب أهم الأهداف والبرامج التى حددتها هذه الأحزاب وأهم ما قامت به من أعمال ضد الدولة العثمانية وكيفية مواجهة الدولة العثمانية لهذه التهديدات وكان ذلك على مستويين ديموجرافى وسياسى ومع تزايد الضرائب الفادحة على مدينة ساسون تم إعلان العصيان ودام صمودها لمدة شهر وجاء استسلام أهلها بعد وعود بالعفو العام ولكن بدلا من العفو تعرضوا لمذابح بشعة ليس فى ساسون وحدها بل فى جميع الولايات الأرمينية مما أدى إلى مقتل 100ألف وتشريد نصف مليون آخرين إلى جانب قتل الحكومة لزعماء الارميناجان والهنشاك ومع توالى مظاهر الاعتراض توالت أيضا حركة الإبادة أما بالقتل المباشر أو الجوع والتشريد والقتل والمرض ويوضح الكابت أسباب فشل الثورة الأرمينية ومن تلك الأسباب ابتعاد الرأسماليين الأمن عن الأحزاب انتهاجا لسياسة الإرهاب والعنف وتبنى إيديولوجية اشتراكية وعدم توحيد الحركة الأرمينية القومية إلى جانب سياسة القمع الشديدة التى مورست ضدهم وسلبية الدور الأوروبى اتجاه الأرمن وتمسك العثمانيين بالولايات الغربية بعد فقدهم للبلقان وفى بداية الفصل الثانى يعرض المؤلف لكيفية سيطرة الاتحاديين على الدولة العثمانية وسياستهم فى التعامل مع الأقليات باعتبارهم متساوين بغض النظر عن الديانة والسماح لهم بالتمثيل السياسى فى البرلمان ومع اندلاع الحرب فى البلقان تم تجنيد المرن فى جيوش الدولة العثمانية وبعد خسارة الحرب سعى الاتحاديون إلى تجميد الأمة التركية وأصبح (الاتحاد والإخاء) شعار لتزيين الخطب الرسمية وجاءت الدعوة لتكوين بورجوازية قومية تركية، لمواجهة التغلغل الأوروبى مما أدى إلى صدام مع الأرمن خاصة مع تطلع الأرمن إلى المساعدات الخارجية وتجديد الدور السياسى الأرمنى والاتصال بروسيا والدول الكبرى وانزعاج الأتراك لتدخل الدول الأوروبية فى الشئون الداخلية وجاء اندلاع الحرب العالمية ليطيح بآمال الأرمن فى الإصلاح ويشرح المؤلف أسباب هزيمة الجيش العثمانى وجعلهم من الأرمن كبش فداء لهزيمتهم واتهموهم بالخيانة العظمى ويعرض الكاتب للمذابح البشعة التى ارتكبها الاتحاديون دون رحمة أو شفقة واعتقال الشعراء والصحفيين الأرمن وإعدام قادة الهنشاك ومن القتل والتشريد إلى الموت فى الصحارى والحروق فى الكهوف نجا حوالى 600 ألف من أصل 2100000 نسمة وبعد قيام الثورة البلشفية فى روسيا وتراجعها عن احتلال أرمينيا الغربية مع تهدهم للأرمن بحق تقرير المصير، وتلاشى هذه الوعود مع معاهدة (بريست ليتوفيسك) والتى بمقتضاها سلمت أرمينيا الغربية إلى الدولة العثمانية ويعرض المؤلف لكيفية واد الألمان والعثمانيين لدولة ما وراء القوقاز ومحاولتهم لتفسيخ عرى قوميات ما وراء القوقاز وتصدى الأرمن الشرقيين لهم رافعين شعار (لن يمر العدو) فكانت معاهدة باطوم 1918 التى أعطت لأرمينيا 10 آلاف كيلة متر لإنشاء دولة أرمينيا مع بعض الشروط المجحفة وأسباب فشل قيام دولة أرمينية لطبيعة الأرض الوعرة وقلة الثروات الطبيعية وتفشى الأمراض والأوبئة وينتقل بنا المؤلف ليعرض علينا مذبحة جديدة ارتكبها الأتراك فى باكو بعد دخولها ولكن هزيمة الأتراك سقوط دمشق وحلب وحمص وبيروت وهزيمة الجيش البلغارى أدى إلى محاولة الأتراك وقف القتال وكان ذلك بموجب هدنة موردوس وانسحب العثمانيين من أذربيجان وباكو وكانت هذه نهاية الاتحاديين بعد موت مئات الآلاف من الجنود ومذابح الأرمن المدنيين وحل محلهم ائتلاف الأحرار ويتابع الفصل الثالث الكماليون والأرمن 1919 1923 تكريس الكمالييين للذاتية التركية وأثرها على كيانة الشعب الأرمنى فمع تفاؤل الأرمن ببقاء جمهوريتهم وتحسن أوضاعهم وقرار المثقفين وبعض الماليين الذهاب لبريفان لتقديم خدماتهم إلى الجمهورية، ولكن مع دخول الشتاء ترددت الأوضاع حيث عانت أرمينيا شتاء قارسا عام 1919 راح ضحيته 200 ألف نتيجة البرد والمجاعة والأوبئة إلى جانب الاختلافات الحزبية والمشاكل الخارجية الخاصة بحدود الدولة الأرمينية مع جورجيا ومع أذربيجان وهى الأكثر تعقيدا خاصة مع وقوف بريطانيا إلى جانب أذربيجان لكى تحصل على النقط وانتظر الأرمن مفاوضات السلام وقدموا مذكرة للدول المنتصرة من أهم بنودها الاعتراف بالدولة الأرمينية وتأمين كيانها، والتعويض عن الأضرار التى لحقت بالأرمن وإجلاء القوات العثمانية عن أراضيها ووضع أرمينيا تحت انتداب دولة قوية ويشرح الكاتب أسباب رفض الدول المنتصرة الانتداب على أرمينيا ورفض الكونجرس الأمريكى للانتداب لتبتعد عن مشاكل القوقاز التى لا تنتهى ويتابع بداية ظهور الكماليين ووقوفهم فى وجه دول الوفاق والسلطان العثمانى فى نفس الوقت الذى اعترفت فيه أمريكا بالدولة الأرمينية مما أثار غضب الكماليين الذى كان أهم أهدافهم وطن قومى لا يتجزأ فبدأو بإثبات جدية نواياهم وذلك بشن هجمات منظمة على قيليقيه ومدن الأرمن وقراهم تحت سمع وبصر فرنسا دون أن تحرك فرنسا ساكنا أمام قتل الأرمن وتشريدهم وفى سان ريمو بإيطاليا وافقت دول الوفاق على أن يعطوهم بعض المدن مع منفذ على البحر الأسود وأيقن الوفاق أن هذا الاتفاق يعد ميتا لعدم وجود دولة تتعهد بتأمين كيان أرمينيا وحدودها، ثم كان رفض الكماليين لمعاهدة سيفر (10 أغسطس 1920) ودخلوا فى حرب على جبهيتين الأرمن واليونان ومساعدة الروس لهم بعد معاهدة الصداقة بينهما وسحق الجيش التركى للدولة الأرمينية وهم على يقين من مساعدة البلاشفة وسلبية أوروبا وحياد أمريكا وسيطر الكماليون على المنطقة بأسرها مما أدى إلى خلاف البلاشفة من تعرض مصالحهم فى القوقاز للخطر وحاولوا التدخل لصالح بريفان ولكن بريفان رفضت الوساطة الروسية وتفاوضت مع أنقرة ثم عادت المصالح الروسية الكمالية لتلتقى مرة أخرى وعقد اتفاقية صداقة أخرى أنهت دولة أرمينيا بعد حوالى ألف يوم من تأسيسها وفى عام 1921، تلاشت صورة أرمينيا حرة مستقلة، ثم كانت معاهدة الصلح مع فرنسا تعهدت فيها برد كل أراضى للكماليين ودخول قوات الكماليين إلى أزمير فكانت مذبحة للأرمن وأخيرا انضمت جورجيا وأذربيجان ومعهم أرمينيا الاشتراكية إلى الاتحاد السوفيتى وبانعقاد مؤتمر لوزان ورفض تركيا أى مشاركة من أى جانب أرمنى ولو حتى بالسماع دون المشاركة الفعلية تخلصت تركيا من أكبر أقلية غير تركية وترسخت أسس الجمهورية التركية فى 29 أكتوبر 1923، وكأن لم يكن هناك أثر للوجود الأرمنى فى تركيا.